الوقت المقدر للقراءة : 2 دقيقة .
هل أنت السيد أم العبد ؟
الفيسبوك و أشباهه مسلسل لا نهاية له و تصبح أنت المشاهد المكره على حلقات من الدراما السخيفة المكررة ، حيث يتحول الغرباء الى نجوم .
مليء بأشخاص لا أعرفهم و لا أريد أن أعرفهم ، بأخبارهم و صورهم التي تنهال علي سواء مشاهير أو غير مشاهير .
لا يهمني لون فستانك و ماركة ساعتك ، و لا درجة جمالك أو قباحتك على مقياس ريختر ، و لا يهمني هل أنت سيدة سيكسي من النوع البيبسي أم المحشي ، أو هل أنت سيدة طاهرة من النوع الفاخر أم الفاجر ، و لا أين تعشيت و تمشيت ، و لا كم تملك من الثروة قبل أن تسقط في الفجوة ، و ما هو ديكور حياتك مزخرف أم ملطخ .
لا يهمني أن أعرف هل أنت سعيد بزواجك و من هي زوجتك الهائمة أو زوجك الهائل و متى أحتفلتم بعيد حبكم الأزلي و متى موعد طلاقكم الذهبي .
و لا يهمني ما هي أخبار هذه الفنانة أو هذا الفنان ، هل هي فنانة من النوع الطاير أم السايح ، لا أريد أن أتصبح بوجوه لا أعرفها بصور سيلفي مع فلتر أو بغير فلتر .
زحمة و ضجيج و شعور الإشمئزاز من التفاهات هو الطاغي ، أما الإنبهار فأنا لا أنبهر بأحد أصلاً .
عالم سريالي حيث تصبح تفاصيل حياة الآخرين أهم من تفاصيل حياتك نفسها ، و تصبح وجوه لا تعرفها أكثر ألفة من وجوه أحبتك .
خوارزمية الفيسبوك مثل ضيف ثقيل الظل دائماً يحاول إقناعي بمشاهدة المزيد الذي لم أطلبه .
أشعر و كأنني في حفلة تنكرية لم أدع إليها و الجميع يتباهى بأزيائه التنكرية بأقنعة السعادة الزائفة و الكذب و الإستعراض المرضي ، و أنا الوحيد أقف متفرجاً لفهم هذه المهزلة .
لماذا أسمح لوجوه لا أعرفها و أخبار لا أطلبها أن تدخل حياتي و تتحكم بمزاجي ، لماذا أرهق نفسي بجرائم و أخبار محبطة و أخبار كاذبة أو إستعراضات و تفاهات ، أشعر و كأنني جالس في أمان الله في بيتي و فجأة يقتحم بيتي فرقة موسيقية صاخبة مزعجة تعلن عن حفلتها التي لم أطلبها . من أنتم ؟
بالنهاية الفيسبوك أداة و المغروض أنا أكون السيد و أختار التحكم قدر الإمكان و لا يسحبني فضولي لفتح فيديوهات أو صور أو بوستات لا تهمني و لا حتى بنظرة سريعة القيها عليها ، عندها فضولي سيحولني الى عبد مدمن .
خوارزمية الفيسبوك متسلطة و ليس من السهل أن تكون السيد عليها ، تحتاج مجهود .
الفيسبوك مصمم للإدمان و مجاني لأننا نحن المنتج بياناتنا و إهتماماتنا و وقتنا ، كلها تباع للأعلى سعر ، عندما لا تدفع مقابل الخدمة تكون أنت المنتج .