📁 شريط المقالات

أمين الحافظ الرئيس السوري الأسبق

الوقت المقدر للقراءة 1 دقيقة و 10 ثانية 

حضرت بالصدفة لقاءً مع أمين الحافظ، الرئيس السوري الأسبق، وتذكرت موقفًا جمعني به قبل سنوات.

في عام 2009، كنتُ أقضي خدمتي العسكرية كممرض في مشفى حلب العسكري. في أحد الأيام، طُلبتُ مع سيارة الإسعاف لنقل مريض. كان المريض أمين الحافظ نفسه. ساعدته في الصعود إلى النقالة، وحملته أنا وزميلي إلى سيارة الإسعاف. جلستُ في الخلف بجانبه، وكان بكامل وعيه. وعندما وصلنا، ساعدته على النزول والتوجه إلى قسم الأشعة.

لم نتبادل أي حديث، لكن خلال تلك الرحلة القصيرة، كان التواصل بيننا عبر العيون. لم يرفع عينيه عني، وكنتُ أنظر إليه أيضًا. كانت نظراته جادة وعميقة، تحمل في طياتها التعب والخوف والمقاومة. كنتُ أراه كحالة إنسانية، مريضًا يحتاج إلى المساعدة، وأقوم بواجبي تجاهه. كان التواصل البصري بيننا مكثفًا ومختصرًا، وكل ما كان يتمناه في تلك اللحظة هو أن يكون بصحة جيدة ويستطيع المشي. كان هذا حلم رئيس سوريا... كان مثله مثل أي جندي حملته على النقالة، لا فرق.

نعلم جميعًا كيف أن الزمن دوار، وكيف أن الإنسان، مهما بلغ من قوة وسلطة، فهو ضعيف أمام المرض أو السقوط. لكن الإنسان ينسى ويتجبر. الفرق هو أنني عشتُ هذه التجربة، والتي أضافت لي الكثير. أي شخص، مهما بلغ من قوة وسلطة وشهرة، قد يحتاج يومًا ما إلى شخص عادي مثلي لا يعرفه، ليحمله على النقالة ويسنده.

المواقف التي نتعرض لها في الحياة ليست صدفًا، بل تحمل جميعها دلالات ونتعلم منها، وتوصل لنا رسائل لمن يحب قراءتها.

وقد أوصل لي أمين الحافظ رسالة قصيرة بنظراته وفي ذلك الموقف، وأنا أيضًا وصلت له رسالة بنظراتي ومساعدتي له.
رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات