📁 شريط المقالات

الأنوثة ما بين الشرق و الغرب

الوقت المقدر للقراءة 3 دقيقة 

من تجربتي و هذه وجهة نظر شخصية ، ربما البعض يتفق أو يختلف .

أرى أن الأنثى الألمانية تحديداً جداً عملية و تضع عملها و تحقيق الذات في المقام الأول ، و حياتها قائمة على إشباع الرغبات الجسدية و النفسية للأقصى ، تعيش في حالة فردانية مبالغ فيها ، و علاقاتها قائمة على المصالح المادية و المزاجية و المتع ، و تأتي العائلة لاحقا في حياتها عندما تقرر أن تصبح أم .

 حتى دور الأم لا تعيشه بكل أبعاده نظراً لأن الدولة هي التي تتكفل بتربية الطفل بقسم كبير فيقضي وقت طويل في الحضانة و المدرسة و الأم تعمل فالوقت الذي تقضيه مع طفلها ليس بالوقت الطويل .

 و لذلك عامة الروابط العائلية عندهم فيها نقص ، و نتيجة طريقة حياتها و عملها و الحرية التي تمتلكها تصبح بطريقة تعاملها و روحها أقرب إلى الذكورة و أشعر بأن روحها تفتقد لحياء و اغراء الأنوثة الشرقية رغم جمالها الجسدي .

 مفهوم التضحية من أجل العائلة غير وارد عامة ، فهي أولا ، فأي تقصير بجانب من ناحية الرجل تنسحب و تترك ، فمفهوم التنازلات بين الزوجين له حدود ضيقة ، فالأنا أولا ، شخصية مبرمجة عملية ، و هذا لا يعني أنها ليست لطيفة و إنسانية بل هي كذلك لكن مصلحتها بمبالغة أولا ، و علاقاتها ندية حتى بالعائلة .طبعا عندها ميزات إنسانية و عملية نتيجة استقلايتها و حريتها و تحقيق الذات لكن ايضا يوجد سلبيات .

أما الأنثى الشرقية العربية فرغم الاضطهاد الذي تتعرض له ببعض النواحي في مجتمعنا العربي الشرقي و التسلط الذكوري احيانا الا ان لها ميزات لا تمتلكها الأنثى الغربية ، فالأنثى الشرقية مثلا تعيش دور الأم مكرمة معززة بكل أبعاده و دور الزوجة بتنازلات و تضحيات و الخالة و العمة و الجدة الخ بكل احترام و تقدير فهي مشبعة بالأدوار الأنثوية الأنسانية و غنية بشخصيتها .

 بينما الغربية نظرا لقلة العائلات و لاختلاف مفهوم العائلة عندهم فلا يعيشون بكثرة أدوار القرابة بالتالي تكون شخصية الأنثى الألمانية مثلا امرأة عاملة حققت ذاتها بعملها أو دراستها هذا الأساس و بعدها تكون أم , يعني لا يوجد غنى ووابعاد بالشخصية و تنوع كما عند الشرقية . 

لذلك من الاجحاف أن نقول أن الأنثى الشرقية مظلومة و الغربية حرة ببساطة ، المسألة اكثر تعقيد ، كما عند الانثى الشرقية هناك ظلم يقع عليها لكن ايضا لديها عزة و ميزات غير موجودة بالغربية ، و ايضا الغربية حرة و عندها ميزات صحيح لكن عندها مشاكل نفسية خاصة بطبيعة حياتهم نتيجة الفردانية الزائدة و نمط الحياة المادي و الوحدة .

طبعا لا أعمم كل الشرقيات و كل الغربيات فهناك شرقيات شذوا عن الطريق و يتشبهوا بالغربيات سطحيا أو شرقيات لديهم عقد شرقية خاصة ، و هناك غربيات لديهم أصالة و ميزات الشرقيات .
و للشرقية عيوبها الخاصة كما للغربية عيوبها الخاصة . لكن أتكلم برؤية عامة بلا تعميم .
الناحية الروحانية الإيمانية و تقاليد الحياة الشرقية عند الأنثى الشرقية عامة تعطيها روح الأنوثة الراقية الاصيلة الجميلة طبعا لا أقصد التعصب الديني أو الشكلي بل الايمان الطبيعي الانساني . و عامة الغربية تفتقد هذا الإيمان .

الأنثى الشرقية عامة هي الأقرب لاحساسي بالأنثى من كل النواحي و طبعا ليست اي انثى شرقية لكن عامة اقصد .
أما الأنثى الألمانية احبها كصديقة اكثر من حبي لها حب الرجل للأنثى .فلا أشعر بذلك تجاهها ففي روحها نسبة الذكورة مرتفعة .
الأنثى الشرقية عامة تغريني كرجل أكثر من الغربية ، فحياء و دلع الأنوثة الطبيعي الشرقي و روحها غير موجود بالألمانية عامة رغم جمال شكلها الخارجي .

أكرر هناك استثناءات دوما من الالمانيات فمنهم مميزات بنكهة شرقية و ايضا ليست كل شرقية هي فعلا انثى شرقية كما احبها ، فهناك من الشرقيات لا أحبهم ايضا حب الرجل للمرأة .
لكن أتكلم عامة ، و هذا مجرد انطباع و احساس صادق و رأي شخصي و ليس دراسة علمية . هذا أنا كما أرى الأنثى من تجاربي .

و أجمل شخصية انثوية هي التي تجمع المزيج بين الجميل الشرقي و الجميل الغربي .
و الكمال لله بالنهاية و لا أحد كامل .
رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات