📁 شريط المقالات

التلاعب النفسي في عصر السرعة الرقمية


الوقت المقدر للقراءة 50 ثانية .

تتصفح فيسبوك، فينبئك بوفاة أحد معارفك، فتكتب تعليقاً مقتضباً للعزاء وأنت في طريقك إلى المطبخ.بعد لحظات، يظهر لك خبر زواج شخص آخر، فتبارك له ببضع كلمات وأنت في الحمام.

ثم يأتيك خبر مقتل أطفال في حرب وأنت تشرب، وبعده صورة طفل يحتفل بعيد ميلاده وأنت تأكل.

ثم منشور فيه موعظة دينية، فيشتعل إيمانك، وبعده صفحة فيها صور إباحية، فتشتعل نارك.

وغير ذلك من منشورات الآخرين التي تراها تافهة أو تعجبك، ومشاعر كثيرة مختلفة، بعضها مرضي.

كل هذه المشاعر المتناقضة والمكثفة في خمس دقائق! ويتم التلاعب بمزاجك وحالتك النفسية.

مع الوقت والتعود، وكل ذلك عن بعد وبسرعة وبدون اكتراث، قد تكتب التعزية في الوفاة والمباركة في الزواج بدون مشاعر لمجرد رفع العتب، كلمتين سريعتين في تعليق بدون رسالة صوتية حتى، لأنك مستعجل وتريد أن تلحق بالصفحة التالية.

قد تخطئ وتكتب "ألف مبروك" للشخص الذي لديه حالة وفاة، و"الله يصبركم وتعازي الحارة" للشخص الذي يحتفل بزواجه، وبعدها يحظرك الشخصان ولا تعرف لماذا! وتسأل نفسك: "غريبة، لماذا؟ مع أني أديت واجبي تجاههما!".

وأنت جالس في مكانك، ممسكاً بهاتفك المهتز الصامت، ورأسك منحني ووجهك متجهم، لتجد نفسك في النهاية بعد خمس دقائق تهتز نفسياً بصمت أنت وهاتفك.

رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات