الوقت المقدر للقراءة 1 دقيقة و 45 ثانية.
لما نفتح بشكل عشوائي و فضولي اي فيديو عاليوتيوب أو فيس و نقرأ أي بوست و نشوف أي صورة ، هذا الضخ الكثيف من المعلومات المتناقضة يؤدي إلى حالة فوضى داخلية و تشتت .
نقارن حياتنا بحياة غيرنا سواء نعرفهم أو مشاهير أو ناس عادية و يمكن أن نحبط لحالنا ، و نحن لا نعرف أن ما نشاهده هو جزء من حياة الآخر و ربما للاستعراض و التصدير فقط و فيه تزييف و هناك مساحات مظلمة من حياة هذا الشخص لا نعرفها ، المقارنة جدا مضرة .
حالة الخلط المتناقضة و الصراع بين المعتقدات و الفلسفات و الأديان و الروحانيات و الطاقة صار كوكتيل غير متجانس يسبب عسر هضم .
أغلبنا واقعين في هذا الفخ من الضياع في امواج السوشيال ميديا و اليوتيوب و ليس كل ما يقال يصدق ، بالنهاية اغلب الوقت لا نستفيد منه بل نخرج منه بإرهاق و استنزاف .
على قدر الفائدة الكبيرة و سهولة الوصول للمعلومات القيمة من اليوتيوب او وسائل التواصل على قدر الكذب و الزيف و الادعاء و الخرافات فيها .
الانتقائية جدا مهمة ، بأن لا نشاهد و لا نقرأ و لا نتابع لمن هب و دب ، نقاوم ادمان فضولنا ، لأني هاد بحر لا منتهي ، نختار اللي بناسبنا و ينسجم معنا .
عقولنا ليست سلة المهملات نعبئها لتمتلىء ، ماذا ستحتمل لتحتمل ? وجود مساحات فارغة في العقل ضرورية لتوازنه و صحته .
و طبعا بالمقابل مهم نطلع و ننفتح على الاختلاف و الجديد لكن بحسبان و حكمة ، لاني في فخ اخر بالمقابل و هو ان نركز على صفحات أو فيديوهات معينة و نتعصب لها بكل انغلاق و نظن أن هذه الصفحات و توجهاتها هي كل الدنيا و ما فيها ، و الدنيا فيها كتير و كتير و كتير . لكن خوارزميات الفيس و اليوتيوب مثلا تقترح لك كل ما يشابه اهتماماتك فتظن أن كل الدنيا في هذه الصفحات و أسلوب حياتك و دائرتك الصغيرة .
الوسطية و سعة الأفق نكون منفتحين مطلعين على الاختلاف و الجديد مع ركائز عندنا و لا نكن منغلقين على ما نعرفه فقط ، لاني كل يوم ممكن نتعلم و نتغير .
لما ننظم و ننتقي متابعاتنا لا نسمح للدوامات الخوارزمية أن تبتلعنا و نشعر بهدوء و راحة .