الوقت المقدر للقراءة : 1 دقيقة و 15 ثانية .
بين هنا و غداً :
في رحلة أبدية نحو ( هناك المجهول ) نحدق بأعين متسائلين ماذا يخبئ لنا ( غداً ) ؟
نسابق الزمن ، نلهث وراء ( غداً المجهول ) الذي يتحول إلى ( اليوم ) في غمضة عين ، لنجد أنفسنا نعود للوراء و نبحث عن ( هناك جديد ) .
( هنا ) يذوب و يتلاشى ، و ( اليوم ) يدور في حلقة لا نهاية لها مع ( غداً ) بعيد المنال .
هل هو سراب الزمن أم خدعة تلعبها حواسنا ؟
حتى لو وقفنا جامدين رافضين الانجراف مع تيار الزمن ، سنجد أن ( هنا ) يهرب منا و يتحول إلى ذكرى باهتة .
تائهون في دوامة الزمان والمكان .
نسأل أنفسنا : أين نحن ؟ متى نكون ؟
الغموض يكتنفنا والإجابة تضيع في متاهات الوجود .
لكن في قلب هذه الدوامة ، يكمن بصيص أمل . ففي كل (هنا) زائل نجد فرصة لاكتشاف جديد .
وفي كل ( غداً ) بعيد نجد أملاً في تحقيق حلم .
لا نستطيع إيقاف الزمن لكننا نستطيع أن نملأ كل لحظة بالمعنى الذي تختاره أو نقدر عليه .
في النهاية قد تكون الرحلة الأبدية هي الهدف بحد ذاته وهي التي تمنحنا القوة للاستمرار في البحث عن ذاتنا وعن مكاننا في هذا الكون الفسيح .
و ربما في يوم ما سنكتشف أن ( هناك ) ليس مكاناً نصل إليه بل حالة نصل إليها عندما نتعلم أن نعيش اللحظة ونقدر الجمال حولنا سعياً منا للسلام الداخلي في خضم هذه الرحلة الأبدية .