📁 شريط المقالات

لا تتقبل الآخر

الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة و 10 ثانية 

لا تحتضن الآخر في عالمك ، بل تقبل حقه في عالمه .

لكل إنسان الحق في أن يكون كما يشاء ، أو كما هو بالفعل ، حتى وإن لم يعجبه أو يعجبك ما هو عليه . سواء كان متشرداً ، فاشلاً ، تافهاً ، ناجحاً ، ذكياً ، جميلاً ، لا يهم ، ما دام لا يؤذي الآخرين .

 لسنا مطالبين بتقبل الجميع ، لكن من الضروري أن نمنحهم حق الوجود دون أن ننتقص منهم أو نحاول تغييرهم رغماً عنهم فهذا مستحيل . من الطبيعي ألا يعجبك شخص ما ، وليس واجباً عليك أن تقبل الجميع ، فذلك حقك الشخصي .

ليس من الطبيعي أن نتوقع قبول الجميع أو أن نعجب بهم . هناك من لا يثيرون إعجابنا و لا نتقبلهم و نبتعد عنهم ، ولا نحاول التظاهر بأننا نحتضن الجميع ، فهذا أمر بعيد عن الواقع ومبالغ فيه و مثالية لا وجود لها .

 وبالمثل ، لا أطالب الآخرين بأن يتقبلوني أو أن أكون موضع إعجابهم . الخط الفاصل هنا بسيط وواضح : أن لا أتسبب لهم بالأذى ، وألا يتسببوا لي بالأذى. هذا هو كل ما نحتاجه من بعضنا البعض ، لا أكثر ولا أقل .

لكن لا تحكم على أحد بسبب اختياراته أو ظروفه . سواء تزوج أو لم يتزوج ، عمل أو لم يعمل ، لكل شخص أسبابه الخاصة التي جعلته على ما هو عليه. قد يكون هناك تقصير أو لا ، ولكن لا تجعل نجاحك معياراً لرفع نفسك فوق الآخرين . ربما هو يمتلك صفات وميزات تفوق ما لديك ، حتى مع كل إنجازاتك .

لا تغتر بنجاحاتك ، فالكثير من العوامل التي ساهمت في وصولك لم تكن بيدك ، مثل جيناتك و بيئتك و تربيتك ، مكان ولادتك، طبقتك الاجتماعية .حتى أسمك و شكلك . لم تختر كل شكل حياتك و لا حتى كل سمات شخصيتك . الحياة مليئة بالحظوظ والفرص التي قد تجعل الطريق سهلاً لبعض الناس بينما يعاني آخرون و يبذلون مجهود أكبر لتحقيق القليل . الحقيقة أن مجهودك الشخصي قد يكون أقل من نصف الأسباب التي أدت إلى نجاحاتك في أي مجال .

قد تجد نفسك في يوم من الأيام مكان من تنظر له بدونية الآن . لو تبدلت الظروف ، ربما تصبح أنت أسوأ حالاً منه . 

لذلك من حق الجميع طالما الله خلقهم أن يكونوا كما يريدون أو كما قدر لهم .

قبل أن نحكم على الآخر ، لنتخيل أنفسنا مكانه. ربما نكتشف أننا لسنا مختلفين عنه كثيراً ، الظروف تختلف ، والاختيارات تتغير ، لكن جوهر الإنسان واحد .

كل منا يحمل هموماً وأحلاماً ، نجاحات وإخفاقات . لا أحد يستحق أن يُحكم عليه من نظرة واحدة . لننظر إلى الآخر بتعاطف ، و لنحاول اذا أردنا فهم قصته حتى لو لم تعجبنا .
رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات