الوقت المقدر للقراءة 1دقيقة و 50 ثانية:
هل هناك وقت مناسب لكل شيء ؟
في رقصة الحياة ، هل ننتظر توقيتاً محدداً للفرح والحزن ، أم نصنع توقيتنا بأنفسنا ؟ هل نحتاج إلى إذن من العالم لنعبّر عن مشاعرنا ، أم نستمع فقط إلى نبض قلوبنا ؟ هل من الخطأ أن نضحك بينما يبكي الآخرون ؟ أو أن نبكي عندما يحتفلون ؟ هل نختبئ في الظل خوفًا من الألم ، أم نخرج إلى النور ونواجه الحياة مهما كانت النتائج ؟
هل من حقنا أن نفرح بينما يتألم البعض في الحروب والمحن ، أم أن علينا أن نكتم سعادتنا حتى لا نُتهم بعدم الإحساس ؟ وهل يحق لنا أن نبكي على أحزاننا أم يجب أن نخفيها لنبدو أقوياء أمام الآخرين ؟
في كل لحظة يولد شخص ويموت آخر ، يفرح أحدهم ويحزن آخر ، يفوز البعض ويخسر آخرون. الجميع يعيشون في عالمهم الخاص ، يرون لحظاتهم وكأنها كل الوجود ، لكن هل يدرك الكون وجودنا ؟ هل يهتم بأحزاننا وأفراحنا ؟
هل نحن مناسبون لهذا الزمن ؟ وهل يستحق هذا الزمن وجودنا ؟ لماذا يبقى الشر قوياً والطيب يعاني؟ القدر هذا المايسترو الخفي ، يعزف سيمفونيته بإيقاع خاص لا يعترف بخططنا أو آمالنا الصغيرة التي نظنها كبيرة . يظهر فجأة و يغير قوانين اللعبة ليقلب حياتنا رأساً على عقب ، أو ليرفعنا من القاع إلى القمة في لحظة غير متوقعة .
هل ننتظر الوقت المثالي للتعبير ؟ ربما لن يأتي أبداً ، ربما نضيع في انتظار اللحظة المناسبة التي لن تتحقق فنظل صامتين جامدين في انتظار شيء لن يحدث .
عندما تتداخل لحظاتنا مع لحظات الآخرين ، يصبح من الصعب العثور على الوقت المناسب لكل شيء. لذا قد لا يكون هناك وقت مناسب على الإطلاق .
هل يتوافق الزمن مع ما نعيشه ؟ وعلى أي توقيت يسير بنا القدر ؟ هل هناك وقت مثالي لأي شيء في هذه الحياة ، أم أن الوقت المثالي هو ما نصنعه بأنفسنا بلحظاتنا و اختياراتنا ؟
ربما لا يوجد وقت مثالي ، و ربما يكون الوقت المناسب هو الآن ، ربما الوقت المناسب هو دائماً ، اللحظة التي نقرر فيها أن نعيش ونحب ونفرح ونحزن ونحلم بالطريقة التي نختارها . كل منا له توقيته وزمنه الخاص ، ونحن من نصنع الوقت الذي نريد أن نترك فيه بصمتنا قبل أن يأتي القدر ويقرر أن الوقت قد حان .
