📁 شريط المقالات

البنطلونات و الآراء :

الوقت المقدر للقراءة 1 دقيقة و 40 ثانية 

كيف نتقبل الآخر ؟ دروس من خزانة الملابس :

بنطلونك قد يصبح ضيقاً عليك مع مرور الوقت ويبدو قديماً ، فتضطر لشراء بنطلون جديد. 

آراؤنا مثل بنطلوناتنا، قد تتغير بتغير مقاساتنا وذوقنا مع الزمن. فهناك رأي واسع وآخر ضيق، ورأي ساحل ومرفوع، وآخر مرن كأنه مصنوع من ليكرا، وهناك الرأي المشقوق ، ورأي يحتاج إلى حزام يضبطه ، والكثير من الأنواع.

وأجمل الآراء هي التي تناسبك أنت فقط.

مثلما تجد بنطلوناً يناسبك في مقاسه وشكله، قد لا يناسب شخصاً آخر إذا ارتداه، وربما لا يليق به اللون أو التصميم.

ومن غير اللائق أن تحاول خلع بنطلون شخص آخر لمجرد أنك لا تحبه، أليس كذلك؟ وإلا ستجد الناس جميعاً يمسكون بنطلوناتهم خوفاً من أن يُخلعها أحدهم!

كما أنه ليس من المنطق أن تخلع بنطلونك وتحاول أن تُلبسه لشخص آخر، فقد يكون ضيقاً عليه، وإذا صممت على أن يرتديه، سينشق في النهاية و ستغضب، والشخص الآخر سيتضايق لأنه ضيق عليه!

ولا تغضب منه إذا لم يتناسب بنطلونك معه، فهذا ليس ذنبه بل هيئته التي تختلف عنك.
إذا كنت تحبه وتقدّره، يمكنك أن تهديه بنطلونًا يناسب مقاسه وذوقه.

وإذا جاءك شخص ما سعيداً ببنطلونه ويعتبره أجمل بنطلون في العالم، هنّئه عليه حتى لو كان البنطلون مشقوقاً، فلن تخسر شيئاً إذا أدخلت السعادة إلى قلبه.

عندما تختلف مع رأي شخص آخر، انظر إليه كأنه بنطلون يناسبه ولا يناسبك، وهكذا تتقبل الآخر.

وإذا كنت في جلسة هادئة مع أحدهم، وأحببتما تبادل البنطلونات لتجربتها، فلا مانع من تبادل الآراء بنفس الروح، فهو أمر صحي

وأتمنى أن نتحكم في أنفسنا ولا نحاول خلع بنطلونات الآخرين، مع أن الأمر مغرٍ بعض الشيء.

وأرجو ألا نخلع بنطلوناتنا كلما اختلفنا في الرأي مع أحدهم. وأنا أتفهم تماماً أن أحياناً يكون الشخص مندمجاً في الحديث فيبدأ بخلع بنطلونه دون أن يشعر.

يبدو أن لدينا غريزة التجريد والخلع، نحتاج أن نسيطر عليها قليلاً.


وعندما يكون الشخص بمفرده، له كامل الحرية في أن يغيّر بنطلوناته كما يشاء، فمن حقه أن يغير رأيه ويعبر عن نفسه بحرية، طالما لا أحد يراه.

شخصياً، أول شيء أفعله عند العودة إلى البيت هو أن أخلع رأيي وأسترخي.

نصيحة: لا تتبادل البنطلونات إلا مع من تنسجم معه، ويكون مقاسكما قريباً من بعضكما وأذواقكما متقاربة.

حفظ الله لنا بنطلوناتنا.
رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات