الوقت المقدر للقراءة 40 ثانية
سيأتي وقت تدرس فيه الأجيال القادمة تاريخنا ويستخلصون منا الدروس و يكتبون فينا العِبَر ، سيرون كيف أن دولًا وشعوباً ، رغم تقدمها العلمي، تقتل وتنهب بعضها البعض، وكيف تتنازع العائلات والأصدقاء وتؤذي بعضها ، و الجميع يرفع شعارات الله وحقوق الإنسان في المساجد والكنائس و منابر الخطاب . كيف سيتحدثون عنا ؟ وكيف سيرسمون صورتنا في أذهانهم ؟هل سيحترموننا ويعتبروننا قدوة ؟ و ما الذي سيكون عنوان كتاب التاريخ الذي سيتناولنا ؟
أتوقع أن يصبح التاريخ مادة دراسية مرعبة ، تُرسب الطلاب نظراً لصعوبة فهم هذا التناقض المذهل . سيهرب الطلاب من الدروس الدموية خوفاً من أن تنتقل إليهم الجينات الوحشية من أجدادهم ، وربما تضطر الإدارة إلى حذف مادة التاريخ كلياً من المناهج لأنها ستكون وصمة عار، ودراستها ستسبب أزمات نفسية للطلاب ، الذين قد يخشون التحول إلى وحوش بشرية مثل أجدادهم من العصر الجاهلي المتطور تقنياً .