الوقت المقدر للقراءة 45 ثانية
في الليل نسقط عنّا أقنعة النهار ، تاركين وراءنا زيف الأدوار التي نحترفها كل صباح . الليل وحده الشاهد الصامت على وجوهنا الحقيقية ، الحارس الأمين لأسرارنا ، نبوح له بكل ما أخفيناه في ضوء الشمس ، ونعرض أمامه أرواحنا العارية ببراءة طفل مطمئن . الليل يحتضن عيوبنا بلا حكم ، يغفر لنا بكرم ، ويمنحنا ملاذاً مؤقتاً من زيف العالم ، حتى يشرق الصباح من جديد ، فنعود لارتداء أقنعتنا ، مستعدين لاستئناف مسرحية الحياة .
همس الليل للشمس أحبكِ لكني لا أثق بكِ ، سألت الشمس عن سبب ذلك فأجابها : لا أثق إلا بليل يشبهني ، فأنتِ تغيبين في الظلام ، كيف أضع ثقتي في ضوء لا يرافقني ، و أنا كالليل أحبكِ كالشمس في الصباح ، لكنني لا أثق بكِ كظلٍ في المساء ، فثقتي تذهب فقط لليل الذي يكشف الحقائق.
أحبكِ كأوراق الخريف الساقطة حباً حراً بلا جذور من ثقة.