📁 شريط المقالات

القوقعة الدينية و القوقعة العلمانية

الوقت المقدر للقراءة 1 دقيقة و 40 ثانية :

القصة مو قصة علماني وإسلامي ، القصة قصة وسطية وعقلانية و هوية وطنية سورية . متل ما في متطرفين بالدين ، كمان في متطرفين بالعلمانية . يعني ما لازم نقلد أوروبا بكل شي ، و بأوروبا العلمانية عندهم ما يكفيهم من مشاكلهم الاجتماعية والأخلاقية الكبيرة و بيعرفها منيح اللي عايش بيناتهم.

بالنسبة لحريتك الشخصية بخياراتك الجنسية أو الدينية تخصك وحدك ،  انت حر تعمل اللي بدك ياه بدائرتك الصغيرة ، بتحب ، بتكره ، بتحبوا الكوسا أو بتفضلوا البانجان ، ما حدا خصه و لا بهمه . بس لا تعمم حياتك الشخصية لمشروع قومي تطبقه على ملايين السوريين اللي عندهم قيم وتقاليد عامة . صلي ، اعبد ، تعلم تجويد ، بس لا تفرض علينا طقوسك و تمسكنا مسبحتك وكأنها المفروض تصير قانون و قبلة للجميع .

نحنا ما بدنا حدا يمنع حدا ولا حدا يفرض شي على حدا .  يعني إذا دخلت بيتك وقررت تشلح أو تلبس ،تصلي أو ما تصلي، هاد موضوعك الخاص ، ما بهمنا . الفكرة إنو ما بصير نخلط مفاهيمنا الشخصية بأسلوب حياة المجتمع كله ونحولها لدستور . نحنا عنا هوية سورية إلها طابع خاص ، ما بصير نحاول نمسحها ونحولها لنسخة مقلدة عن أي دولة تانية دينية أو علمانية . التقليد ضعف ، خلينا نعتز بقيمنا و هويتنا السورية بدل ما نحس بعقد نقص .

أما الحكم الإسلامي الوسطي ، فهو مو جلد بالسوط ولا قمع حريات . أغلب السوريين مسلمين ومسيحيين وسطيين وبيعرفوا يعيشوا مع بعض . وإذا صار في دولة اسلامية بقيادة وسطية بتراعي حقوق الإنسان وحرياته ، ما في مشكلة ، فليكن . أنا ما عم طالب بدولة دينية و أنا مع الدولة المدنية من زمان كتير ، و لست شخص متدين بل مؤمن ، بس كمان ما عندي فوبيا من الإسلاميين . المهم تكون دولة ديمقراطية تحترم جميع السوريين بتنوعاتهم و تحفظ حقوقهم الإنسانية الأساسية تحت أي مسمى للدولة علماني أو إسلامي ما مهم .

نطلع من القوقعة تبع علماني و إسلامي ،  ونفكر بطريقة أعمق وأشمل . بدنا دولة تجمعنا ما تفرقنا بشعارات فارغة .

دولة دينية متطرفة متل الدولة العلمانية المتطرفة .
رامي
رامي
مرحباً ، اسمي من سورية ، مقيم في برلين . أكتب كهاوٍ لكن دائماً من القلب . أدعوكم إلى رحلة في عوالم خيالي و تأملاتي ربما نكتشف معاً أسراراً جديدة . لا أكتب لإقناع أو إنتقاد ، بل للتعبير عن ذاتي ومشاركة أفكاري . يسرني حضوركم و أتطلع إلى تعليقاتكم و آرائكم ، ربما نضيء معاً زوايا جديدة في هذا العالم .
تعليقات